استثمارات الذكاء الاصطناعي لدى عمالقة التكنولوجيا تثير قلق المستثمرين قبيل إعلان نتائج أمازون
تتسارع وتيرة الإنفاق على مشاريع الذكاء الاصطناعي بين عمالقة شركات التكنولوجيا، حيث قامت كل من “مايكروسوفت” و”ميتا” بزيادة ميزانياتهما الرأسمالية لتطوير مراكز بيانات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتلبية الطلب الهائل على هذه التقنية المتقدمة. ومع ذلك، ينتاب القلق “وول ستريت” من احتمال تأخر العوائد المالية لهذه الاستثمارات الضخمة وتأثيرها السلبي على الأرباح قصيرة الأجل.
وقد أعلنت شركتا “مايكروسوفت” و”ميتا” يوم الأربعاء عن ارتفاع نفقاتهما الرأسمالية بشكل كبير نتيجة لهذه الاستثمارات المكثفة في الذكاء الاصطناعي، بينما أفادت “ألفابت” في يوم الثلاثاء بأن مستويات هذه المصروفات ستبقى مرتفعة خلال الفترة المقبلة. ومن المتوقع أن تحذو “أمازون” حذوهما حين تعلن نتائجها المالية يوم الخميس، إذ من المرجح أن تُشير إلى زيادات كبيرة في إنفاقها على الذكاء الاصطناعي أيضًا.
وتُشكل هذه الاستثمارات الهائلة ضغطًا على هوامش الربح المرتفعة التي تتمتع بها الشركات، مما قد يُثير مخاوف لدى المستثمرين. إذ تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في تعاملات ما قبل افتتاح السوق يوم الخميس، مما يعكس التحديات التي تواجهها هذه الشركات في تحقيق توازن بين طموحاتها الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي ومتطلبات المستثمرين لتحقيق أرباح سريعة. وقد شهدت أسهم “مايكروسوفت” و”ميتا” انخفاضًا بنسبة 4%، رغم تحقيقهما نتائج تتجاوز التوقعات في الإيرادات والأرباح للربع الثالث، بينما انخفض سهم “أمازون” بنسبة 1.4%.
ويرى المحللون أن تكلفة تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي هي السبب الرئيسي لهذه الزيادة في النفقات. ويقول المحلل في “GlobalData” بياتريز فالي: “بات السباق التنافسي بين عمالقة التكنولوجيا لبناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مكلفًا جدًا، وسيتطلب وقتًا طويلًا لتحقيق العوائد المنتظرة وانتشار التكنولوجيا على نطاق واسع”.
وبحسب بيانات “Visible Alpha”، فإن الإنفاق الرأسمالي لشركة “مايكروسوفت” خلال الربع الأخير تجاوز إنفاقها السنوي في العام المالي 2020. أما بالنسبة لشركة “ميتا”، فقد وصل إنفاقها في ربع واحد إلى ما يعادل ميزانيتها السنوية حتى عام 2017.
ورغم هذا الإنفاق، حذّرت “مايكروسوفت” من احتمال تباطؤ النمو في أعمالها السحابية “أزور” بسبب القيود التي تواجهها مراكز البيانات، فيما توقعت “ميتا” حدوث “تسارع كبير” في نفقاتها على البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي خلال العام القادم.
قيود سلسلة التوريد تحدّ من إمكانيات التوسع
ويواجه قطاع التكنولوجيا بشكل عام صعوبات في سلاسل التوريد، حيث تجد شركات تصنيع الرقائق مثل “إنفيديا” و”AMD” صعوبة في تلبية الطلب المتزايد، مما يعيق قدرة الشركات السحابية على التوسع في بنيتها التحتية. وعلى الرغم من تحديات العرض، شدد مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لـ “ميتا”، خلال خلال كلمته يوم الأربعاء، على أن إنشاء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استثمارية هائلة على المدى الطويل. وقد أضاف قائلاً: “قد لا تكون هذه الاستثمارات هي ما يرغب المستثمرون في سماعه على المدى القصير، لكن الفرص المتاحة هنا كبيرة للغاية، وسنواصل الاستثمار بشكل كبير”.
المصدر: رويترز
اقرأ أيضا:
أفضل 12 أداة ذكاء اصطناعي مجاني لعام 2024
ذكاء اصطناعي قاتل؟ دعوى قضائية ضد Character.AI بعد انتحار مراهق