ليست أطول عقوبة سجنية .. 11 ألف عام لمؤسس “ثوديكس” للعملات المشفرة
أصدرت محكمة الجنايات التركية، قبل أيام، حكما بعقوبة سجنية لأكثر من 11 ألف سنة في حق فاروق فاتح أوزير، مؤسس منصة تداول العملات المشفرة “ثوديكس”، بعد إدانته بغسل الأموال والاحتيال والجريمة المنظمة.
كان أوزير، مؤسس منصة “ثوديكس” التركية لتداول العملات المشفرة، قد فر من تركيا إلى العاصمة الألبانية تيرانا عام 2021، وبحوزته أصول بقيمة 2 مليار دولار تخص ما يقرب من 400 ألف مستثمر ومستخدم.
على إثر ذلك، وبعد بلاغات من زبناء “ثوديكس” تؤكد عدم تمكنهم من الوصول إلى حساباتهم على المنصة، أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف دولية في حق المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة.
تم إلقاء القبض على فاروق فاتح أوزير في غشت 2022 أثناء تواجده بألبانيا، ثم بدأت إجراءات إعادته إلى تركيا، وهو ما تم يوم 20 أبريل الماضي بعدما اتخذت وزارة العدل الألبانية قرارا بتسليمه إلى أنقرة.
بعد مواجهته بتهمة الاحتيال إلى جانب متهمين آخرين، حكمت المحكمة الجنائية في إسطنبول بسجنه لمدة 11 ألفا و196 سنة و10 أشهر 15 يوما، وذلك بعد إدانته بالاختلاس المالي والاحتيال وغسل الأموال والجريمة المنظمة.
كما حكم قضاء إسطنبول أيضا على شقيقي فاروق فاتح أوزير، مؤسس المنصة والمتهم الرئيسي، بالعقوبة نفسها، وفقا لوسائل إعلام محلية، فيما تمت تبرئة 16 متهم من بين 21 متهما.
يذكر أن منصة “ثوديكس” تأسست عام 2017 وأصبحت من أكبر منصات العملات الرقمية في تركيا؛ إذ حصلت على شعبية واسعة في صفوف الأتراك وكانت تجري تداولات يومية للعملات المشفرة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
وكانت المنصة قد نفذت حملة ترويجية كبيرة لجذب المستثمرين والعملاء، كما وعدت بتقديم هدايا وسيارات فاخرة لبعضهم.
وتعززت شعبيتها أيضا بفضل حرص الأتراك على استخدام العملات المشفرة كوسيلة احتياطية ضد الانخفاض الكبير وعدم الاستقرار الذي تعرفه قيمة الليرة منذ أزيد من عامين.
غير أن المدعي العام في هذه القضية، أكد أن فاروق وشركائه تصرفوا منذ البداية بغرض الاحتيال وأن “ثوديكس” كانت منظمة إجرامية هدفها الرئيسي هو جذب واستدراج المزيد من الأشخاص قصد الاحتيال عليهم.
عقوبة سجنية طويلة، لكنها ليست الأطول لا في تركيا ولا في العالم
ربما يكون العنصر الأغرب في هذه القضية بالنسبة للكثيرين هو مدة العقوبة السجنية المفاجئة، غير أن هذا النوع من الأحكام ليس بالأمر الجديد أو النادر في تركيا.
فمنذ إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا اعتبارا من عام 2004، أصبح هذا النوع من العقوبات السجنية الاستثنائية والطويلة المدة أمرا معمولا به وشائعا في هذا البلد.
في هذا السياق، يمكن استحضار قضية عدنان أكتار، المعروف أيضا باسم هارون يحيى، الذي أدين، مؤخرا في عام 2022، بالاعتداء الجنسي وإدارة منظمة إجرامية ومجموعة من الجرائم الأخرى، فحكم عليه إلى جانب 14 مدانا آخرا بـالسجن لمدة 8658 عاما لكل منهم.
وقبل ذلك، في عام 2016، طالب مدعون أتراك بالحكم على رجل الدين التركي فتح الله غولدن بالسجن لمدة 1900 عام، وذلك بعد إدانته بـ “محاولة تدمير النظام الدستوري بالقوة” و”تشكيل وقيادة مجموعة إرهابية مسلحة’.
أطول العقوبات السجنية في العالم وأغربها
قد يصبح الحكم الصادر في حق مؤسس “ثوديكس” وباقي الأحكام التركية الأخرى أقل إثارة للدهشة إذا تمت مقارنتها ببعض العقوبات السجنية الأخرى التي صدرت في مجموعة من الدول عبر العالم.
في هذا الصدد، إليكم قائمة بأطول وأغرب العقوبات السجنية في العالم وفقا لصحيفة “إندبندنت” البريطانية:
- 141.078 عاما؛ صدر في حق تشاومي ثيبياسو في تايلاند عام 1989، بعد تورطها في عملية احتيال بلغت قيمتها نحو مليوني دولار، دهب ضحيتها أكثر من 16 ألف شخص، ويُعتقد أنها أطول عقوبة سجنية في العالم.
- · 42.924 عاما؛ صدر في حق عثمان الكناوي في إسبانيا عام 2004، بعدما أدين بتورطه في التفجيرات الإرهابية في محطة السكك الحديدية بمدريد، والتي أودت بحياة 191 شخصا، كما حكم على شريكه جمال زغام بالعقوبة السجنية نفسها تقربا.
- · 30 ألف سنة، صدرت ضد تشارلز سكوت روبنسون، بالولايات المتحدة عام 1994، بسبب إدانته باغتصاب مجموعة من الأطفال في أوكلاهوما.
- · 11250 سنة؛ ضد دارون بنالفورد أندرسون، بالولايات المتحدة عام 1993، بعد بالسرقة والاختطاف والاغتصاب لامرأة مسنة، وقد كانت عقوبته الأصلية 2200 عام، لكنه استأنف الحكم وعلى عكس المتوقع تم تمديد فترة سجنه بمقدار 9050 عاما.
- · 10000 سنة وحكمين بالسجن المؤبد؛ في حق دودلي واين كايزر، بالولايات المتحدة أيضا عام 1981، وقد عرف بـ “قاتل الهالوين”، بسبب قتله لزوجته وأمها وطالب جامعي تواجد بالصدفة في منزل حماته حيث تمت الجريمة.
- · 26 حكما متزامنا بالسجن مدى الحياة؛ ضد أندرو أستون، بالمملكة المتحدة عام 2002، بسبب إدانته بمهاجمة وسرقة 26 من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في منازلهم وجريمتي قتل؛ إذ توفي شخصين من كبار السن نتيجة الإصابات التي لحقتهم.
- · 43 عاما في السجن الانفرادي؛ ضد ألبرت وودفوكس بالولايات المتحدة، وقد كان يقضي عقوبة السجن لارتكابه جريمة أخرى، إلى أن أُدين إلى جانب سجينين آخرين بقتل أحد حراس السجن عام 1972، فحكم عليه بالسجن الانفرادي لمدة 43 عاما.
اقرأ أيضا: