كيف تقترب OpenAI من المؤثرين وصناع المحتوى لدعم أدواتها الذكية؟
في السنوات الأخيرة، باتت شركة OpenAI تسعى لخلق شراكات حقيقية مع المؤثِّرين وصناع المحتوى، خاصة بعد انتقادات حول استخدامها لبيانات من منصات مثل YouTube لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها دون الحصول على إذن مسبق. هذا التوجه الجديد ينبع من رغبتها في تعزيز الثقة وبناء علاقات إيجابية مع مجتمع المبدعين.
استقطاب المؤثرين وصناع المحتوى
في عام 2022، شهدت OpenAI تفاعلاً غير متوقع مع جمهور المبدعين، حيث شاركت أثناء بث مباشر على إنستغرام مع المؤثّر دون آلن ستيفنسون الذي كان يستعرض إمكانيات أداة Dall-E لإنشاء الرسوم التوضيحية. بفضل تفاعل الشركة مع الجمهور في الوقت الفعلي، تمكنت من جذب عدد كبير من الفنانين الذين أبدوا رغبتهم في تجربة الأداة، ما جعلهم ضمن أوائل المبدعين المستفيدين منها.
واليوم، تتخذ OpenAI خطوات جديدة وأكثر تنظيمًا لتعزيز هذه العلاقات، حيث أعلنت عن وظيفة جديدة تحمل عنوان “رئيس فريق المبدعين” تهدف لتوطيد الصلة بالمؤثرين الذين يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم. تهدف هذه الخطوة إلى جذب المؤثرين عبر توفير منصة تُعزز دورهم وتسهّل عليهم استخدام أدوات OpenAI، مع السعي نحو بناء “علاقات صادقة ومستدامة” معهم، بحسب الوصف الوظيفي الجديد.
تحديات وأزمات قانونية تواجه OpenAI
في الوقت نفسه، تواجه OpenAI انتقادات من قبل بعض صناع المحتوى الذين يتهمون الشركة بجمع بيانات من مقاطع YouTube واستخدامها لتدريب نماذج مثل GPT-4 دون إذن. من أبرز الأمثلة على هذا، الدعوى القضائية التي رفعها ديفيد ميليت، أحد المؤثرين الذين يزعمون أن OpenAI استغلت محتوى صُنّاع آخرين لأغراض تجارية. كما أشار الرئيس التنفيذي لشركة YouTube، نيل موهان، إلى أن استخدام البيانات دون إذن يعتبر انتهاكًا واضحًا لسياسات المنصة.
بين الضغط القانوني والاحتواء الإبداعي
لم تكن YouTube هي المنصة الوحيدة التي أثارت مسألة استخدام البيانات دون إذن، إذ يواجه مجتمع الذكاء الاصطناعي عامةً اتهامات مماثلة حول استغلال المحتوى. من هنا، بدأت OpenAI تسعى للتخفيف من هذه الأزمة عبر تطوير أداة “مدير الوسائط”، والتي تهدف إلى مساعدة المبدعين على تحديد المواد التي يرغبون في إتاحتها للتدريب، مع إعطائهم خيارات للتحكم في كيفية استخدامها. لكن، هل سيكون لهذه المبادرة تأثير ملموس؟ وهل سيعزز هذا التغيير ثقة المؤثرين تجاه الشركة؟
علاقات غير مدفوعة لكن محفِّزة
أحد أسباب جذب المؤثرين لشركة OpenAI هو السماح لهم بتجربة أدواتها المتقدمة بشكل مجاني. رغم أن الشركة نادرًا ما تدفع مقابل المحتوى أو الشراكات، إلا أنها توفر للمبدعين فرصة الوصول المبكر لأدوات مثل ChatGPT وSora. بعض المؤثرين يرحبون بهذه العلاقة، رغم أن البعض منهم قد يُلزم بعدم الكشف عن تفاصيل تقنية معينة أو عن امتيازاتهم المبكرة مع الشركة، وفقًا لسياسات السرية التي تفرضها OpenAI.
تجارب المؤثرين مع أدوات الذكاء الاصطناعي تتيح لـOpenAI فهم كيفية استخدام أدواتها في الواقع، ما يساعدها على تحسين منتجاتها. على سبيل المثال، اقترح أحد المؤثرين دعم أوامر الصوت لتناسب الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد عام واحد فقط، أضافت الشركة هذه الخاصية إلى ChatGPT، مما يعكس تأثير التجربة العملية في تحسين المنتج النهائي.
توسيع الشراكات: استثمار في الإبداع وصناعة المستقبل
الشراكات التي تعقدها OpenAI ليست مجرد تعاون تقني، بل تمثل فرصة لاختبار حدود إمكانيات أدواتها والتأثير على تطورها المستقبلي. من خلال دعم المبدعين والمحتوى المبتكر، تسعى الشركة لتعزيز تنافسيتها في السوق، خاصة مع تزايد الاستثمارات من شركات أخرى مثل Google وAmazon.
رغم أن هذه الخطوة قد تواجه تحديات قانونية وانتقادات، إلا أن OpenAI تواصل مساعيها لبناء شراكات مع صناع المحتوى والمؤثرين، مما يساعدها على مراقبة كيفية استخدام أدواتها وتطويرها بما يلبي احتياجات المستخدمين، في محاولة منها للحفاظ على مكانتها في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يشهد نموًا متسارعًا.
اقرأ أيضا: