صحة

سرطان الثدي: الذكاء الاصطناعي يساعد في تشخيص وإزالة الورم السرطاني

كشفت دراسة حديثة تمكُن باحثين أمريكيين من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على اكتشاف وتحديد ما إذا كانت جميع الخلايا السرطانية قد تمت إزالتها بالكامل أثناء جراحة سرطان الثدي.

وقال مؤلفو الدراسة، المنشورة في مجلة حوليات الأورام الجراحية (Annals of Surgical Oncology)، إن هذا النموذج الذي تم تطويره قد يزيد من فرص إزالة جميع الخلايا السرطانية ويُجنب المرضى من الخضوع لتدخلات طبية متعددة.

 في هذا الصدد، أوضحت كريستالين غالاغر، أستاذة مشاركة في جامعة نورث كارولينا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن “هذا من شأنه تجنب الاضطرار إلى إعادة المرضى لإجراء عملية جراحية ثانية أو ثالثة”.

من جهة أخرى، أكد باحثو الدراسة من جامعة نورث كارولينا (UNC)، أن هذا التكنولوجيا من شأنها أن تضمن عملية أسرع للمرضى؛ إذ لن يضطر المختصون إلى فحص الأنسجة باستخدام تصوير الثدي بالأشعة السينية، وإجراء اختبارات الطبيب الشرعي التي يمكن أن تستغرق ما يصل إلى أسبوع للتحقق من تحييد الخطر.

في هذا السياق، قالت كريستالين غالاغر، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن “بعض أنواع السرطان تكون واضحة ومرئية، ولكن لا يمكننا رؤية الخلايا السرطانية المجهرية التي قد تكون موجودة على حافة الأنسجة التي تمت إزالتها، فبعض أنواع السرطان مجهرية تماما”.

وأضافت غالاغر، في بيان صحفي، أن أداة الذكاء الاصطناعي هذه “ستسمح لنا بتحليل الأورام التي تمت إزالتها جراحيا بشكل أكثر دقة في الوقت الفعلي وزيادة فرصة إزالة جميع الخلايا السرطانية أثناء الجراحة”. الأمر الذي سيجنب المريض إجراء أكثر من عملية جراحية.

الذكاء الاصطناعي “يفوق” كفاءة البشر

يعمل نموذج الذكاء الاصطناعي، الذي طوره باحثو جامعة نورث كارولينا، من خلال التدريب على كمية كبيرة من البيانات؛ بحيث تم تدريبه على المئات من الصور بالأشعة السينية للثدي وتقارير الاختصاصيون في علم الأمراض.

وفي النهاية، تمكن النموذج المدرب من التمييز بين الهوامش الإيجابية والسلبية في الصور، وتبين أنه فعال مثل البشر “إن لم يكن أكثر”، وفقا لمؤلفي الدراسة.

قد يهمك: مستقبل الروبوتات الطبية المستقلة في الطب الحديث

وعن أهمية هذا الإنجاز، قال شون جوميز، مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية وعلم الصيدلة، إن “الأمر يشبه وضع طبقة إضافية من الدعم في المستشفيات التي قد لا تكون لديها تلك الخبرة المتاحة بسهولة”.

وأضاف موضحا: “بدلا من الاضطرار إلى التخمين، يمكن للجراحين الاستفادة من دعم نموذج تم تدريبه على مئات أو آلاف الصور والحصول على تعليقات فورية حول عمليتهم من أجل اتخاذ قرار أكثر استنارة”.

وأكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الاختبارات قبل أن يتم استخدام النموذج “سريريا”، و”لكن بعد ذلك قد يكون (النموذج) مفيدا للمستشفيات ذات الموارد الأقل”.

الذكاء الاصطناعي يساعد أيضا في تشخيص سرطان الثدي

تأتي النتائج الواعدة لهذه الدراسة بعد إنجاز سابق جاء نتيجة تعاون معهد كوري مع شركة Ibex Medical الإسرائيلية؛ بحيث تمكنوا، لأول مرة، من إجراء اختبار لخوارزمية مدربة، يُطلق عليها اسم Galen Breast، للمساعدة في تشخيص خزعات الثدي.

تم تطوير أداة Galen Breast باستخدام التعلم العميق؛ إذ قام الباحثون بتوفير مئات الآلاف من الصور للخوارزمية لـ “تتعلم” فيما بعد كيفية إجراء التشخيص بفعالية ودقة عالية؛ إذ يمكنها الآن التعرف على خصائص سرطانات الثدي من خلال عمليات المسح.

في هذا الصدد، قال الدكتور ستيوارت شنيت، مؤلف مشارك في الدراسة حول فعالية Galen Breast، “لقد تأثرت بنتائج الدراسة، والمستويات العالية جدا من الدقة واتساع قدرات الكشف التي توفرها تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة Ibex، والمشابهة لتلك التي يتمتع بها خبراء علم الأمراض”.

وقال البروفيسور ستيفن لو جويل، مدير المعهد الكوري قرر تنفيذ العملية للمرة الأولى في العالم، في بيان صحفي، “يتخذ معهد كوري خطوة جديدة نحو تنفيذ استجابات مبتكرة وملموسة لتوفير رعاية أفضل دائما للنساء المصابات بسرطان الثدي”.

ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النماذج المدعومة بالذكاء الاصطناعي في دعم عمل علماء الأمراض وتتجنب الأخطاء البشرية، خاصة مع ظل التحذيرات المتتالية بخصوص نقص الموارد اللازمة لعلاج المرضى.

المصدر: أورونيوز

اقرأ أيضا:

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button