في خطوة تعكس قوتها الاقتصادية الطاغية، تخطط شركة علي بابا، عملاقة التجارة الإلكترونية الصينية، لتنفيذ واحدة من أضخم صفقات السندات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لهذا العام، إذ تسعى الشركة إلى جمع 5 مليارات دولار عبر إصدار سندات متعددة الشرائح بالدولار الأمريكي واليوان الصيني. فما تفاصيل هذه الخطوة الجريئة؟ وما أهدافها الاستراتيجية؟
تفاصيل صفقة سندات علي بابا
وفقًا لمصادر مطلعة، تعمل علي بابا على إصدار سندات بالدولار الأمريكي على فترات استحقاق تمتد لخمسة أعوام ونصف، وعشرة أعوام ونصف، وثلاثين عامًا. إضافة إلى ذلك، تخطط لإصدار سندات باليوان الصيني تمتد لفترات استحقاق بين ثلاث أعوام ونصف وعشرين عاما. تأتي هذه الخطوة بعد آخر إصدار للشركة في سوق السندات بالدولار في عام 2021.
في هذا الصدد أكدت الشركة في بيان تنظيمي أن الأموال التي سيتم جمعها ستُخصص لأغراض عامة، منها تسديد ديون قائمة، وتمويل عمليات إعادة شراء الأسهم. هذا التحرك يشير إلى استراتيجية واضحة لتعزيز الاستقرار المالي وزيادة ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة.
خطوة غير مسبوقة في 2024
وفقًا لبيانات صادرة عن مجموعة LSEG، (London Stock Exchange) ستكون هذه الصفقة الأضخم من نوعها في آسيا لهذا العام. ومع أن التفاصيل الدقيقة حول حجم السندات وأسعار الفائدة لم تُحدد بعد، إلا أن الأرقام المطروحة تشير إلى طموح الشركة في تحقيق حضور قوي في الأسواق المالية العالمية.
تم إبلاغ المستثمرين المحتملين من قبل البنوك المشاركة في الصفقة عن نية الشركة جمع 5 مليارات دولار، لكن المصادر التي كشفت عن هذه المعلومات فضّلت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموضوع وسريته.
لماذا الآن؟
التحركات الأخيرة لعلي بابا تأتي في وقت تسعى فيه الشركة لتوسيع أنشطتها وتعزيز مرونتها المالية وسط منافسة شرسة في قطاع التجارة الإلكترونية. هذه الصفقة ليست مجرد وسيلة لجمع الأموال، بل هي مؤشر واضح على ثقة الشركة في قدرتها على استقطاب المستثمرين وتحقيق أهدافها طويلة المدى.
بإطلاقها هذه الصفقة الضخمة، تضع علي بابا معيارًا جديدًا للتمويل في الأسواق الآسيوية، ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانتها العالمية، ليس فقط كشركة تجارة إلكترونية، بل كلاعب رئيسي في عالم الاستثمار والتمويل.
اقرأ أيضا:
