من الأفضل، فيسبوك أدس أم جوجل أدس؟ لعل الإجابة عن السؤال مثل الإجابة عن سؤال “من هو اللاعب الأفضل: رونالدو أم ميسي؟” ومثل الإجابة عن سؤال “ما هو الحزب الأكثر شعبية في أمريكا: الجمهوري أم الديمقراطي؟”.
مثل هاته الثنائيات المتضادة يصعب الإجابة عليها بشكل قاطع؛ لأنها تبقى رهينة بآراء الناس وتجاربهم، ومواقفهم وزاوية نظرهم للأمور. لذلك وبالعودة إلى موضوعنا فإن الإختيار بين إعلانات جوجل وفيسبوك أدس هي أيضا من الأشياء التي لا يمكن الجزم فيها بالنظر إلى تجارب المعلنين.
إذ يرى قسم مهم منهم بأن الإعلان على فيسبوك يكون دائما مربحا، فيما يرى آخرون أن إعلانات جوجل هي الحل المنصف للمسوقين الطموحين الذين يقدمون خدمات أو منتجات بجودة عالية.
بين هذا الرأي والآخر يأتي هذا المقال، ليساعدك في تكوين رأيك حول الإعلان في المنصتين، حيث سنعرفك على الفرق بينهما وعلى طريقة اشتغالهما، كما سنعرفك على مميزات الإعلانات في كل منصة.
قائمة المحتويات
ما الفرق بين جوجل أدس وفيسبوك أدس ؟
فيما يلي سنلقي نظرة على بعض الاختلافات في نظام الإعلانات عند فيسبوك أدس وجوجل أدس.
جوجل أدس (جوجل ادورد)
برنامج جوجل ادس أو كما كان يعرف سابقا ببرنامج جوجل ادورد يعد أكبر وأشهر نظام أساسي للإعلانات، حيث يعتمد عليه الكثير من المعلنين حول العالم لعرض منتجاتهم أمام المستخدمين.
في الواقع أصبح مصطلح جوجل أدس مرادفا لمصطلح “البحث المدفوع” على الرغم من أن هناك أنظمة أخرى للإعلانات مثل بينغ أدس وإعلانات ياهو …
تتمثل إعلانات جوجل في البحث المدفوع الذي يقوم فيه المعلنون باستهداف الكلمات المفتاحية الرئيسية (هناك عروض أسعار من جوجل حول الكلمات المفتاحية) وتضمينها في الإعلانات النصية، على أمل أن يتم عرض إعلاناتهم بجانب نتائج البحث لهذه الاستعلامات.
في كل مرة ينقر فيها المستخدم على إعلان يحتوي على الكلمة المفتاحية المستهدفة من قبل المعلن، يتم خصم مبلغ معين من المال من رصيد المعلن وفقا لسعر النقرة، ومن هنا جاء مصطلح PPC أي “إعلان الدفع بالنقرة” – “pay-per-click advertising”.
باختصار، فإن إعلانات غوغل تعتمد في الغالب على الكلمات المفتاحية وتظهر هاته الإعلانات على محرك البحث أو على المنصات التي تقترب أو تتوافق مواضيعها مع الكلمة المفتاحية المبحوث عنها.
فيسبوك ادس
عندما نتحدث عن الشبكات الاجتماعية المدفوعة فإن فيسبوك أدس يعد أفضل مثال على ذلك؛ إذ تتوفر هذه المنصة على أكبر عدد من المستخدمين النشطين يوميا في العالم مقارنة مع أي منصة تواصل اجتماعي أخرى.
يعد الإعلان على منصة فيسبوك خيارا أساسيا للعديد من المعلنين حول العالم لما تحمله هذه المنصة من مزايا مشجعة تعود بالربح على استثماراتهم، وهو ما يجعل منها منافسا شرسا لنظام جوجل ادس على الرغم من اختلاف طريقة عمل النظامين.
فإذا كانت إعلانات جوجل تعتمد على البحث المدفوع الذي يساعد الشركات في العثور على عملاء جدد عبر الكلمات المفتاحية، فإن فيسبوك ادس يساعد المستخدمين في العثور على الأنشطة التجارية بناء على اهتماماتهم وسلوكهم عبر الإنترنت.
كخلاصة لما سبق يمكن أن نقول بأن إعلانات جوجل تساعد المعلن في العثور على عملاء جدد، بينما يساعد فيسبوك العملاء الجدد في العثور على المعلن.
مميزات الإعلان عبر جوجل وفيسبوك:
بعد أن تعرفنا على الاختلاف بين الإعلان على جوجل وعلى فيسبوك، سنتعرف فيما يلي على مميزات كل منصة وكيفية الاستفادة منها للتسويق الناجح عبر الانترنت.
مميزات جوجل أدس:
تنقسم عروض إعلانات غوغل عبر شبكتين أساسيتين وهما:
- شبكة البحث: تشمل محرك البحث بالكامل حيث يمكن للمعلنين المزايدة على ملايين الكلمات المفتاحية الرئيسية لاستهداف العملاء المحتملين.
- شبكة إعلانية: تقدم للمعلنين المزيد من الإعلانات المرئية مثل “إعلانات البانر” فيما يقرب 98% من شبكة الويب العالمية، مما يجعل منها خيارا لا محيد عنه خصوصا بالنسبة للمعلنين الذين يرغبون في إنجاح حملاتهم التسويقية ليس عن طريق الدفع عن كل نقرة وإنما عن طريق التعريف وزيادة الوعي بعلامتهم التجارية وترسيخها في ذهن المستخدم.
فيما يلي بعض مميزات إعلانان جوجل أدس:
1. جمهور كبير جدا:
من خلال استقباله لأزيد من 3.5 مليار عملية بحث في اليوم وأزيد من 1.3 تريليون عملية بحث في كل عام يعد جوجل محرك البحث الأكثر شهرة واستخداما بدون منازع لحد الآن، وبذلك فهو يوفر للمعلنين إمكانية الوصول إلى عدد كبير جدا من المستخدمين المستهدفين.
تتطور خوارزميات جوجل باستمرار وبوتيرة عالية لتلبية احتياجات الأعداد الضخمة من المستخدمين، كما أنها باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي الخاص بها وتقنية التعلم الآلي RankBrain، ما يجعله مصدرا لا يمكن الإستغناء عنه بالنسبة للمعلنين الراغبين في الوصول إلى عملاء جدد.
2. الأسبقية لجودة الإعلان وليس لمن يدفع أكثر:
هناك اعتقاد لدى بعض المعلنين الجدد أن أي شخص لديه أكبر ميزانية سيتم وضعه في أعلى القائمة لإعلانات جوجل. لكن هذا الأمر ليس كذلك.
فتصنيف الإعلانات التي يمكن أن تظهر في الصفحة الأولى لمحرك البحث، تخضع لعدد من المعايير ومن أهمها جودة الإعلان ومدى صلته بالموضوع، وليس المبلغ الذي ينفقه المعلنون.
لذلك وقبل أن تنفق أموالك في حملة إعلانية على جوجل أدس يجب عليك الإلمام ببعض المعارف الأساسية لإنجاح حملتك مثل (تقنيات تحسين محرك البحث SEO وتقنيات التسويق عبر محرك البحث SEM…).
بشكل عام كلما كان الإعلان أكثر صلة بالمستخدم، كانت تجربة المستخدم أفضل وبالتالي، زادت احتمالية استمراره في استخدام Google كمحرك بحثه المفضل. وعلى هذا الأساس، تضع جوجل في اعتباراتها الملاءمة والجودة فوق كل العوامل الأخرى.
3. أشكال ونماذج مختلفة من الإعلانات:
يمكن للمعلنين الاستفادة من عدد كبير من الميزات لجعل إعلاناتهم أكثر إقناعًا وجاذبية للمستهدفين المحتملين؛ كامتدادات الإعلانات، وروابط أقسام الموقع، والدليل الاجتماعي مثل مراجعات المستخدم، واستهداف الموقع الجغرافي، وإعلانات التسوق، ومجموعة من الميزات الأخرى.
كل هاته الميزات توفر للمعلنين مستوى لا مثيل له من التخصيص والتحكم.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم جوجل ادورد أشكال إعلانات مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة لأنواع معينة من الشركات، مثل شركات السيارات وشركات الطائرات والفنادق، والتي تتجاوز بكثير تجربة الإعلانات النصية النموذجية؛ إذ تتضمن عناصر مرئية ثرية مثل الصور عالية الدقة وبيانات الخرائط التفاعلية.
مميزات فيسبوك أدس
يعد فيسبوك أدس رائدا في مجال منصات التواصل الاجتماعي المدفوعة، كما أصبح جزءا لا يتجزء من استراتيجيات التسويق الرقمي للعديد من الشركات.
فيما يلي بعض مميزات فيسبوك أدس:
1. جمهور كبير ومستهدف:
على غرار جوجل، يضم فيسبوك جمهورًا عالميًا كبيرا جدا، فمع وجود أكثر من 5 مليار مستخدم لا يوجد لدى فيسبوك منافس فيما يتعلق بضخامة حجم جمهوره.
ومع ذلك، بدلاً من تقديم إعلانات المعلنين بشكل عشوائي لهذا الجمهور الواسع، تكمن القوة الحقيقية للفيسبوك في الدقة التي يتيحها للمعلنين من خلال استهداف المستخدمي المحتملين.
فعلى هاته المنصة يشارك الناس كل تفاصيل حياتهم واهتماماتهم (الطعام، اللباس، الهوايات، التطلعات، الأمراض، لحظات السعادة ، لحظات الحزن، العائلة، الأصدقاء، المهنة، الدراسة، الأسفار…) عبر الصور والفيديوهات والمنشورات.
كل هاته البيانات يحولها الفيسبوك إلى وحدات قابلة للقياس ليقدمها كمادة خصبة يستغلها المعلنون لبناء حملاتهم واستهداف عملائهم بدقة.
2. منصة تعتمد على قوة الصورة
على عكس جوجل ادورد الذي يحتوي على إعلانات PPC القائمة على النصوص، فإن الفيسبوك يتميز بقوة مرئية هائلة تعتمد على تأثير الصورة، حيث تمتزج الإعلانات بشكل سلس مع مقاطع الفيديو والصور وباقي المحتويات المرئية الأخرى.
قوة الصورة هاته لا تتيح للمعلنين الاستفادة من الصفات المقنعة للإعلانات المرئية فقط ولكن تتيح لهم القيام بذلك بطريقة تنقل معها رسائل (قراءة الصورة) بشكل يجعل الإعلان بجودة عالية ومقنع للغاية.
3. عائد الاستثمار ROI عالي:
من أكثر مميزات إعلانات فيسبوك أدس التي تثير المعلنين هي العائد المحتمل على الاستثمار ROI والذي يمَكن المعلنين الأذكياء من الإستفادة من حملات إعلانية ناجحة بميزانيات محدودة.
وعلى الرغم من أن ميزانية الحملة الإعلانية عبر فيسبوك أدس تختلف على نطاق واسع اعتماد على مجموعة من العوامل، مثل المكان الجغرافي والفئات المستهدفة والرسائل والأهداف العامة للحملة، فإن هذه الميزانية تبقى غير مكلفة وميسورة مقارنة بالإعلانات في منصات أخرى.
من جهة أخرى، فإن ما يوفره الفيسبوك ادس من ميزات للمعلنين من دقة واستهداف للجمهور المثالي، بالإضافة إلى الأرباح المتوقعة يجعل من سعر الإعلانات في هذه المنصة سعرا مقبولا.
أيهما أفضل لإعلانك .. جوجل أدس أم فيسبوك أدس؟
الآن، وبعد أن تعرفنا على الفرق بين جوجل ادورد وفيسبوك ادس وتعرفنا على مميزات وقوة كل منصة، بقي لنا الإجابة عن السؤال الجوهري الذي عُنون به هذا المقال.
في الواقع وكما سبقت الإشارة، فإن كل من إعلانات جوجل وفيسبوك أدس هما منصتان إعلانيتان قويتان وتقدمان للمعلنين كافة الوسائل الممكنة التي يمكن أن تساعدهم في إنجاح حملاتهم الإعلانية.
هناك اختلاف واضح في طريقة اشتغال فيسبوك أدس عن جوجل أدس، ولكل واحد منهما مميزاته وأيضا عيوبه، ولذلك فإن المعلن الذكي يستطيع أن يستخدم الإثنين معا من خلال استراتيجية إعلانية مزدوجة تستفيد من نقاط قوة كل منصة.
ففي خضم هذا التحول الرقمي الذي يعرفه العالم وفي ظل التنافس الكبير بين المواقع والمنصات العالمية التي تستقطب وتسترعي ملايير المستخدمين من جميع الفئات الاجتماعية والعمرية ومن مختلف الجنسيات والثقافات والأعراق، بات من الصعب على المسوقين الإكتفاء بمنصة واحدة أو اثنتين للوصول إلى الجمهور المرغوب فيه.
وبالتالي، أصبحت خططهم التسويقية تضع في الحسبان التوجه بإعلاناتهم نحو جميع المنصات المتاحة والتي تتجاوز فيسبوك وغوغل، حيث توجد فئات مهمة من المستخدمين لديها اهتمامات مغايرة لما هو معروف في هاته المنصتان التقليديتان ( انستغرام، تيك توك، ثريدز، إكس…).
من جانب آخر، فإن الاستهداف الصحيح والاستخدام المناسب لأدوات القياس التي تتيحها هاته المنصات، بإلاضافة إلى جودة المحتوى أو المنتوج المعلن عنه، كلها عوامل تساهم في تحقيق النتائج المرجوة من الحملة الإعلانية.