تكنولوجيا

إدوارد سنودن: بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يكون “أفضل منا” إذا توقفنا عن تعليمهم “التفكير مثلنا”

أعرب إدوارد سنودن، الذي سرب سابقا معلومات عن عمليات مراقبة وتجسس من طرف الوكالات الاستخباراتية الأمريكية، عن آماله في أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي ذكاء البشر ويفيد البشرية في نهاية المطاف، رغم إبدائه بعض المخاوف من احتمال استغلال هذه التكنولوجيا من قبل جهات فاعلة سيئة.

وقال، سنودن، رئيس مؤسسة حرية الصحافة، في مؤتمر “2023 Consensus”، أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تتفوق قريبا على قدرات البشر، لكن فقط إذا توقفنا عن تعليمهم التفكير مثلنا وسمحنا لهم بأن يكونوا “أفضل منا”.

وشارك الموظف السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية، الذي انضم إلى المؤتمر افتراضيا من روسيا، وجهات نظره المتفائلة والحذرة في الوقت نفسه، بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، بعدما انتشر بشكل كبير منذ العام الماضي عندما أطلقت شركة OpenAI تطبيقها الشهير شات جي بي تي ChatGPT.

من جهة أخرى، نبه إدوارد سنودن من احتمال إساءة استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي من طرف الجهات الفاعلة السيئة مستحضرا تحذيرات مجموعة من الخبراء في هذا الشأن، لكنه أكد في الوقت نفسه على حالات الاستخدام الإيجابي لهذه التكنولوجيا الناشئة.

في هذا الصدد، قال سنودن إن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعرقل المراقبة والتجسس الحكومي بدلا من تغذية وتعزيز برامج الاستخبارات التي تسعى في هذا الاتجاه. وأضاف “ربما يمكنهم التوقف عن التجسس على الجمهور والبدء في التجسس لصالح الجمهور. سيكون ذلك بمثابة فائدة محضة”.

وبينما حذر من أن إطلاق شات جي بي تي وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل متزايد، يمكن أن تغذي المبادرات التكنولوجية الكبيرة، وخاصة تلك التي تقودها الحكومات، للتعدي على خصوصية المستخدمين، فإنه دعا في المقابل الناس إلى النضال من أجل أن تظل نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة مفتوحة دائما.

في هذا السياق، قال إدوارد سنودن: “سوف يرفع الناس العلم الأحمر لشيوعية البرمجيات؛ حيث يتعين علينا أن نعلن أن النماذج يجب أن تكون مفتوحة”.

كما وجه، رئيس مؤسسة حرية الصحافة، مجموعة من الانتقادات إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الناشئة التي أصبحت أقل انفتاحا، مشيرا إلى شركة OpenAI على وجه التحديد؛ إذ قال: “إنها مزحة سيئة، أليس كذلك؟ لقد رفضوا إتاحة الوصول العام إلى بيانات التداول الخاصة بهم، ونماذجهم، وغيرها، لكنهم رواد في هذا المجال، إنهم يكافؤون، إنهم يكافؤون على سلوك معاد للمجتمع”.

من جانب آخر، استنكر سنودن تدريب برامج الذكاء الاصطناعي عبر تغذيتها بكميات كبيرة من محتويات الإنترنت، بما في ذلك تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا إنهم يدربونها (نماذج الذكاء الاصطناعي) على محتويات Reddit، التي شبهها بالتعليقات على منصة يوتيوب.

وأضاف أن أساليب التدريب الحالية تدور حول تدريس نماذج الذكاء الاصطناعي لكي “تفكر مثلنا”، الأمر الذي يمكن أن يحد من إمكانات هذه التكنولوجيا في تحسين الإنسانية.

في هذا الصدد، قال إدوارد سنودن: “كما هو الحال مع الأطفال، لا نحتاج إلى آلات لتكون مثلنا، نحن بحاجة لهم ليكونوا أفضل منا، وإذا لم يكونوا أفضل منا، فقد قمنا بعمل شنيع”.

المصدر: كوين ديسك

اقرأ أيضا:

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button