صحة

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي جعل علاج السرطان أكثر شمولية وعدلاً؟

في خضم التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، تبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي كأدوات واعدة في مجال الرعاية الصحية، خاصة في علاج الأمراض المعقدة مثل علاج السرطان، وتظهر الحاجة الملحّة لتطوير حلول جديدة وشاملة تعزز من عدالة توزيع العلاجات وتضمن وصول الابتكارات إلى كل شرائح المجتمع.

في هذا السياق، يقدم الباحث ورجل الأعمال في الذكاء الاصطناعي الطبي، أندريه إيستيفا، رؤيته حول دور الذكاء الاصطناعي في دعم هذا الهدف الطموح في مقال نشرته مجلة “تايم”، ويشير إلى قدرته على تحسين التشخيص والعلاج، مع التركيز على إتاحة الرعاية المتقدمة للمرضى بمختلف خلفياتهم الاجتماعية.

يطرح الباحث ورجل الأعمال المتخصص في الذكاء الاصطناعي الطبي، أندريه إيستيفا، رؤيته حول كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في جعل علاجات السرطان أكثر عدلاً وشمولية، ودوره المحوري في تحقيق أهداف مبادرة “مونشوت” التي أطلقتها الحكومة الأميركية لخفض معدلات الوفيات الناجمة عن السرطان بنسبة 50% بحلول عام 2047.

ويؤكد إيستيفا على أن هذه المبادرة الطموحة تتطلب تعاونًا واسع النطاق بين الحكومة الفيدرالية وقطاع الرعاية الصحية والباحثين والمجتمع العلمي، وأن الذكاء الاصطناعي يُعتبر أداة مهمة لتحفيز هذه الجهود وتحقيق تغيير نوعي في العلاجات السرطانية. وفقًا لإيستيفا، فإن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تحسين العديد من الجوانب في خطط العلاج، لا سيما فيما يتعلق بتوصيل الابتكارات الحديثة إلى المرضى ووضعهم في صلب عملية اتخاذ القرار.

على مر العقود، شهدت العلاجات الموجهة للسرطان تطورًا مستمرًا، مثل تطور علاج سرطان البروستاتا، الذي بدأ بالجراحة في مراحله المتقدمة، ثم انفتح على تقنيات العلاج الهرموني في الأربعينيات، وأعقبته تطورات عديدة في تصنيف المخاطر واستخدام الاختبارات الجينية لتحديد خصائص الورم. ورغم هذه التطورات، يشير إيستيفا إلى أن التكنولوجيا كانت بطيئة نسبيًا وغير عادلة في توزيعها، إذ لم تكن المجتمعات المهمشة تصل إلى التشخيص المبكر أو الأدوات المتقدمة للرعاية الصحية كما ينبغي.

ويضيف إيستيفا أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على الحلول التقليدية بسبب قدرته على التعلم المستمر من مجموعات البيانات الضخمة، ما يجعله أكثر دقة وفعالية، بل ويوفر القدرة على تحليل الفروقات بين المجموعات السكانية المختلفة بناءً على العرق أو العمر أو غيرها من العوامل. يتيح هذا الذكاء معالجة بيانات دقيقة ومخصصة للمرضى حول العالم، ما يسهم في تقديم خطط علاج شخصية وسريعة بتكلفة أقل وبكفاءة أعلى.

تعد أحد التطورات الواعدة التي تحدث عنها إيستيفا هي ظهور الاختبارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي لا تكتفي بتقييم مسار الورم فحسب، بل يمكنها أيضًا التنبؤ بفعالية العلاجات. تعتمد هذه الاختبارات على خوارزميات عميقة لتحليل الصور الرقمية من عينات الخزعات وتطابقها مع البيانات السريرية للمريض، ما يسمح للأطباء ببناء خطط علاجية مناسبة ويجنب بعض المرضى علاجات قد تكون ذات آثار جانبية تفوق منافعها.

في إشارة إلى “إيصال الابتكار إلى المرضى والمجتمعات”، يعبر إيستيفا عن قناعته بأن الذكاء الاصطناعي، عند تدريبه على بيانات تمثل تنوعًا سكانيًا واسعًا، يمكن أن يقدم رؤى أفضل للمجموعات التي كانت مهمشة في السابق. كما يرى أن الذكاء الاصطناعي قد يعزز التواصل بين المرضى والأطباء، إذ يوفر للمرضى فهماً أعمق لحالتهم ويمنحهم الثقة في الخطة العلاجية، ما يعتبره إيستيفا أساساً للعلاج الفعّال.

ويختتم إيستيفا بتأكيد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق تقدمًا كبيرًا نحو أهداف “مونشوت” عبر تقديم معلومات دقيقة وواسعة النطاق حول مسار المرض وفعالية العلاجات، مؤكدًا أنه رغم طموح الأهداف، فإننا نشهد تقدماً ملموساً كل يوم، ولم نصل بعد إلى الإمكانيات الكاملة للذكاء الاصطناعي في رعاية مرضى السرطان.

المصدر: مجلة “تايم”

اقرأ أيضا:

تجربة أمريكية حديثة تعد بعلاج الشلل بشكل دائم

دراسة: زراعة الخلايا الجذعية تقنية واعدة لعلاج الإصابات البالغة في العين

دراسة: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في علاج الاكتئاب

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button