مع تصاعد مشكلة الأخبار الكاذبة على الإنترنت وتأثيرها المتزايد على مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية، ظهر حل تقني جديد من شركة ناشئة نرويجية تسعى لإحداث فرق حقيقي في هذا المجال. شركة Factiverse، التي تأسست عام 2020، تقدم أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمكافحة التضليل الإعلامي والتحقق من صحة المحتوى المنشور عبر الإنترنت.
سياق عالمي مليء بالتحديات
خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، أظهرت الدراسات والملاحظات ارتفاعًا ملحوظًا في انتشار الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المعلومات المضللة لم تقتصر على الشؤون السياسية، بل امتدت لتشمل موضوعات تتعلق بالصحة العامة، مثل اللقاحات، وتغير المناخ، وقضايا الهجرة.
أحد أسباب تفاقم هذه الظاهرة هو التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تسهل إنشاء محتويات مزيفة بجودة عالية. ووسط هذا المناخ، تهدف Factiverse إلى توفير حلول مبتكرة تساعد المؤسسات الإعلامية والمالية في التصدي لهذه الموجة من المعلومات غير الدقيقة.
حلول Factiverse: الذكاء الاصطناعي في خدمة المصداقية
تقدم Factiverse أداة تحقق فورية مصممة خصيصًا للشركات والمؤسسات الإعلامية. تتيح هذه التقنية للمستخدمين فحص صحة النصوص، الفيديوهات، وحتى التسجيلات الصوتية في الوقت الفعلي.
نموذج مختلف عن التقليدي
خلافًا للنماذج التقليدية للذكاء الاصطناعي، مثل GPT-4، يعتمد نموذج Factiverse على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي لاسترجاع المعلومات بدقة. وأوضحت المديرة التنفيذية للشركة، ماريا أميلي، أن نموذج الشركة يعتمد على بيانات موثوقة من مصادر عالمية، مثل وكالات التحقق من الحقائق والمؤسسات الإعلامية، لتجنب “البيانات غير الموثوقة” التي تعتمد عليها بعض النماذج الأخرى.
كيف يعمل النموذج؟
- تحليل الادعاءات: يقوم الذكاء الاصطناعي بتحديد الادعاءات داخل النصوص أو الفيديوهات.
- البحث المباشر: يبحث في الإنترنت باستخدام منصات مثل Google وBing، إضافة إلى محركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل You.com.
- تقييم المصداقية: لا يعرض النتائج الأولية فقط، بل يقيّم المصادر بناءً على تاريخها ومصداقيتها في الموضوع المطروح.
بهذا الصدد، تقول ماريا أميلي: “نحن لا نقدم للمستخدم أي نتائج عشوائية. نقترح مصادر معروفة بمصداقيتها”.
الإنجازات الأولية
رغم أن Factiverse لا تزال في مراحلها الأولى، فقد تمكنت من إثبات فعاليتها من خلال شراكات مع وسائل إعلام ومؤسسات مالية كبرى في النرويج. كما تم استخدام تقنياتها في التحقق المباشر من الحقائق خلال المناظرات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، مما أضاف بُعدًا جديدًا لدقة الأخبار المقدمة للجمهور.
مقارنة مع الأدوات الأخرى
تشير التقارير إلى أن تقنية Factiverse تتفوق على نماذج معروفة مثل GPT-4 وMistral 7-b، خاصة في تحديد الادعاءات التي تحتاج إلى التحقق. كما أن النظام يدعم 114 لغة، مما يجعله أداة فعالة على مستوى عالمي.
خطط التوسع المستقبلية
بحصولها على تمويل أولي بقيمة 1.45 مليون دولار، تخطط Factiverse للتوسع عالميًا واستقطاب المزيد من العملاء من المؤسسات الإعلامية والبنوك. الشركة تهدف أيضًا لجمع جولة تمويل جديدة في عام 2025 لتعزيز تقنياتها ودعم توسعها. في هذا السياق، أكدت أميلي، المديرة التنفيذية للشركة، أنهم “يبحثون عن شركاء ومستثمرين يؤمنون بأهمية بناء الثقة والمصداقية”.
أهمية الحلول التقنية في مواجهة الأخبار الكاذبة
في ظل انتشار الأخبار الكاذبة وتزايد تأثيرها على الرأي العام، تمثل أدوات مثل تلك التي تقدمها Factiverse خطوة ضرورية لمواجهة هذه التحديات. باستخدام تقنيات متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن للإعلام والمؤسسات تعزيز مصداقيتها وتقليل تأثير انتشار الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت عموما.
اقرأ أيضا:
