زلزال المغرب: Apebi تزود أربع دواوير أخرى بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية
من المقرر أن تُجهز فدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات (Apebi)، نهاية هذا الأسبوع، أربعة دواوير إضافية بمنطقة الحوز المتضررة من الزلزال بخدمة الأنترنت عبر الأقمار الصناعية والكهرباء.
وتأتي هذه المبادرة في إطار أشغال “لجنة التضامن بعد الزلزال” التي أسستها فدرالية تكنولوجيا المعلومات (Apebi) بتعاون مع جمعية “إغاثة قرى الأطفال” (SOS Villages d’Enfants Maroc) ومجموعة من المتطوعين، بهدف الانخراط في الجهود التضامنية مع ضحايا زلزال المغرب.
وقد سبق أن زودت الفدرالية، في إطار عملها التضامني، خمسة دواوير أخرى قرب بؤرة الزلزال بالإنترنت والكهرباء، استفاد منها في المجمل 1200 متضرر؛ ويتعلق الأمر بكل من: دوار اسوا، دوار امصدي، دوار المخزن، وسكان دوار تيفني الذين تم نقلهم إلى قرية مشاديل بعدما دمر الزلزال دوارهم بالكامل.
في هذا الصدد، قال رضوان الحلوي، رئيس Apebi، في تصريحه لموقع أرتيكونومي، إن “دهشة وفرحة الساكنة كانت عارمة عندما زودناهم بهذه الخدمات؛ بحيث كنا نرى تبرعات على شكل أفرشة، طعام، ملابس… لكن، كانوا مندهشين للغاية عندما أحضرنا لهم شيئا مختلفا لم يقترحه أحد آخر”.
وأضاف قائلا: “علاوة على ذلك، أخبرونا أننا حسنا شروط حياتهم الرقمية إن صح التعبير؛ لأنه حتى قبل الزلزال كان صبيب الأنترنت ضعيف جدا في هذه المناطق”.
تقديم مساعدة نوعية
حول هذه المبادرة التضامنية، قال رئيس الفدرالية، إن “فكرة خلق لجنة Apebi التضامنية جاءت منذ الصباح الباكر من اليوم التالي للزلزال؛ إذ بدأ التفكير أولا في إنشاء صندوق تضامني من طرف الفدرالية لتقديم المساعدة للمتضررين”.
لكن كان يجب التفكير أيضا في تقديم مساعدة نوعية يمكن أن تشكل قيمة مضافة، خاصة بعدما تم إنشاء ما يكفي من صناديق التضامن وجمع التبرعات؛ بما فيها صندوق مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
وقد ركزت هذه التبرعات أساسا على سد حاجة المتضررين من الزلزال فيما يخص مثلا الطعام والملبس والأفرشة والأغطية والخيام. وبالتالي، يقول رضوان الحلوي؛ “كان علينا التفكير في طريقة يمكن للفدرالية من خلالها أن تقدم مساعدة في هذه المأساة عبر خبرتها التكنولوجية”.
من هذا المنطلق، تبلورت فكرة تزويد المناطق المعنية بالأنترنت عبر الأقمار الصناعية لتمكينهم من ربط الاتصال مع عائلاتهم وتتبع الأخبار التي تهمهم، إلى جانب توفير الكهرباء بواسطة ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل المصابيح وشحن الهواتف وبطاريات لواقط الأقمار الصطناعية.
بعد أيام قليلة، يقول رئيس Apebi إنهم تمكنوا من تأمين مختلف الأجهزة اللازمة بما فيها؛ لوحات الطاقة الشمسية، لواقط الأقمار الصناعية، بطاريات، أجهزة التحكم، وكل الأدوات التي “مكنتنا سريعا من توفير الاتصال بالأنترنت اللاسلكي “ويفي” ذاتي التشغيل”.
في هذا السياق، أوضح المتحدث أنه بفضل المعرفة الجيدة للمنطقة من طرف دريس رافس، عضو الفدرالية ورئيس “لجنة التضامن بعد الزلزال”، تمكنا من تحديد خارطة طريق مضبوطة تضم المناطق ذات الأولية التي تحتاج لهذه الخدمات بشكل مستعجل، من أجل “فك عزلتها الرقمية”.
وأضاف أنهم اعتمدوا على خبرة جمعية “إغاثة قرى الأطفال”، التي تشتغل إلى جانب مؤسسة محمد الخامس للتضامن، من أجل تدبير التبرعات خاصة فيما يتعلق باستعمال هذه الأموال لشراء الأجهزة التكنولوجية اللازمة لتوفير الاتصال بالأنترنت.
تغطية “المناطق البيضاء” فقط
هناك العديد من مزودي خدمة الأنترنت الذين يُغطون مناطق واسعة في المغرب، لذا أكد رئيس فدرالية تكنولوجيا المعلومات أن جميع اشتراكات الأنترنت مسجلة باسم الفدرالية، كما يتوفرون على “مشغلات اتصالات” خاصة بهم، وهذا “يعني أننا لا نحل محل شبكات الاتصالات الأخرى ولا نشوش عليها، بل نحاول أن نشكل قيمة تكميلية إلى جانبهم”.
أما بخصوص كيفية اشتغال هذه التقنية، يقول رضوان الحلوي بأن العملية تتم من خلال توفير لاقط الأقمار الصناعية، ولوحات الطاقة الشمسية والبطاريات وأطباق القمر الصناعي (بارابول)، وجهاز التحكم، ومشغل اتصالات محلي.
وبعد توفير كل هذه المعدات وتركيبها، والاشتراك طبعا في خدمة الأنترنت عبر الأقمار الصناعية، يمكن الاتصال بالأنترنت في أي مكان ولمدة 24\24 ساعة.
توفير حلول تكنولوجية متنوعة
في إطار هذا العمل التضامني، سيتم، نهاية هذا الأسبوع، تثبيت أربعة لواقط أقمار صناعية في أربعة دواوير أخرى، من أجل مضاعفة الربط بالأنترنت في المناطق المتضررة من الزلزال، وفق تصريح رئيس Apebi لموقع أرتيكونومي.
وفي الوقت نفسه، سيتم العمل أيضا على إنشاء منصات لمراقبة الاتصال بالأنترنت والإشراف عليه عن بعد؛ وذلك للقيام بالإعدادات اللازمة التي تتيح إعطاء الأولوية، من حيث صبيب الأنترنت، للأدوات والتطبيقات الأكثر أهمية واستعجالية.
إلى جانب ذلك، “سنقوم بتصفية عناوين URL لمراقبة المحتويات وفلترتها” لمنع الولوج إلى المحتوى غير المناسب أو المضر.
من جهة أخرى، قال الحلوي إنه سيتم خلق مجموعة من الحلول التكنولوجية التي تستجيب للحاجيات الملحة لساكنة المناطق المنكوبة؛ بما في ذلك “توفير خدمات التطبيب عن بعد (تيلي ميدسين)، والتعليم والدعم المدرسي عن بعد”.
وأيضا توفير بعض حلول الحكومة الإلكترونية، خاصة بالنسبة للمتضررين من الزلزال الذين فقدوا الوثائق الإدارية المهمة كبطاقة التعريف الوطنية، ورخصة السياقة، ودفتر الحالة المدنية وغيرها، لتسهيل استخراج هذه الوثائق من جديد.
علاوة على ذلك، أكد الحلوي على ضرورة التفكير في مختلف الخدمات عن بعد، وخاصة حلول الخدمات البنكية والدفع الإلكتروني؛ بحكم تواجد هذه الدواوير في مناطق بعيدة جدا، واختفاء الحوانيت الصغيرة بعدما دمرها الزلزال بشكل كامل، وبالتالي أصبح من الصعب الحصول على المشتريات الضرورية في ظل غياب هذا النوع من الخدمات.
وبخصوص مستقبل هذه المبادرة التضامنية، أجاب رئيس فدرالية تكنولوجيا المعلومات قائلا: “نحن حاليا في حالة طوارئ، وبالتالي نشتغل بشكل سريع لتوفير خدمات الأنترنت، لكن لدينا مجموعة من الأفكار والتصورات وقد بدأنا مسبقا بالتواصل مع بعض الشركاء المعنيين، للعمل عليها معا في إطار هذا الاتحاد التضامني”.
(بشراكة مع SMIAfrica)
اقرأ أيضا: