علوم

ناسا تعين مديرا جديدا لدراسة الأجسام الطائرة المجهولة

تلخبط عاشته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أمس الخميس 14 سبتمبر بعد إعلانها عن تعيين مدير جديد لدراسة الأجسام الطائرة المجهولة دون الإعلان عن اسمه بسبب مخاوف على سلامته، لتتراجع عن هذ التكتم بعد سبع ساعات وتعلن في بيان صحفي محدث أن مارك ماكينيرني المسؤول السابق في الوكالة هو من سيتولى هذه المهمة.

يأتي تعيين هذا المدير بعد أن تعهدت ناسا بإلقاء نظرة جديدة وشفافة وعلمية على الأجسام الطائرة المجهولة استجابة للتوصيات التي قدمتها لجنة الدراسة المستقلة التي شكلتها الوكالة، حيث تم النظر في كيفية جمع ودراسة المعلومات بشكل أفضل حول “الظواهر الشاذة غير المحددة -UNIDENTIFIED ANOMALOUS PHENOMENA” أو كما تعرف اختصارا بـ UAP وهو المصطلح الحديث للأجسام الطائرة المجهولة.

هذا وقد أصدرت اللجنة المستقلة أمس الخميس تقريرا بخصوصا الظواهر الغامضة غير المحددة أعقبه مؤتمر صحفي حضره عدد من مسؤولي الوكالة لمناقشة التقرير.

لا إجابات بخصوص الأجسام الطائرة المجهولة:

كان من المرتقب أن تقدم وكالة ناسا عبر لجنتها المستقلة رأيها حول مئات الأجسام الغريبة التي تم رصدها في السماء خلال عقود، والتي دفعت البنتاغون للتحقيق فيها ومشاركة نتائجها مع الكونجرس الأمريكي. غير أن التقرير الذي أصدرته هاته اللجنة لم يقدم إجابات محددة، حول ما إذا كانت الكائنات الفضائية زارت كوكبنا من قبل أو مرت عبر سمائنا.

لكن التقرير اقترح أن يكون للوكالة دورا أكبر لمعالجة هذه المسألة وهو الأمر الذي أكده بيل نيلسون، مدير ناسا، خلال مؤتمر صحفي صباح الخميس في مقر الوكالة في واشنطن العاصمة، لمناقشة التقرير حيث قال: “ستقوم وكالة ناسا بذلك بشفافية”.

وأضاف: “لم يجد فريق الدراسة المستقل التابع لناسا أي دليل على أن هذه الظواهر لها أصل أرضي، لكننا لا نعرف ما هي هذه الظواهر”.  لهذا السبب “أعلنُ أن ناسا قد عينت مديرا لأبحاث UAP، وقد تم تكليفه بالتطوير والإشراف على تنفيذ رؤية ناسا لأبحاث الظواهر الغامضة، وسوف نستخدم خبرة الوكالة للعمل مع الوكالات الأخرى لتحليل الظواهر الغريبة غير المحددة”

هذا وقد تحدث نيلسون لأول مرة عن مركبة ناسا الجوالة الموجودة على المريخ، والتي تقوم بجمع عينات صخرية قد تحتوي على دلائل للحياة التي كانت هناك منذ عدة مليارات السنين. ثم تحول بعد ذلك إلى تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي يدرس الكواكب التي تدور حول نجوم بعيدة بحثًا عن أدلة تشير إلى أنها قد تكون صالحة للعيش أو حتى مأهولة بالحياة.

وقال إن دراسة الظواهر الشادة غير المحددة UAP يتبع منهجا مشابهًا للتعرف على إمكانيات الحياة في أماكن أخرى من الكون. وأضاف “هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها ناسا إجراءات ملموسة للنظر بجدية في UAP.”

قد يهمك: ناسا .. وجود حياة على كوكب K2-18 b أمر ممكن

تردد في الإعلان عن المدير الجديد لدراسة الأجسام الطائرة المجهولة:

وبخصوص الشخص الذي سيشغل منصب المدير الجديد لأبحاث UAP قالت نيكولا فوكس المديرة المساعدة لمديرية المهام العلمية في ناسا بأن هذا المسؤول كان في المنصب منذ فترة من الوقت لكنه رفض الكشف عن هويته، وأضافت بأن الوكالة لن تكشف عن اسمه.

غير أنه وفي عشية اليوم نفسه (الخميس) وعبر بيان صحفي محدث كشفت الوكالة عن المدير الجديد لأبحاث الظواهر المجهولة وهو مارك ماكينيرني وهو منسق اتصال سابق بين ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية بخصوص UAP.

وأوردت ناسا في بيانها الصحفي أن ماكينيرني عمل أيضا في مناصب مختلفة في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ماريلاند، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والمركز الوطني للأعاصير.

وحول ترددهم في الكشف عن المدير الجديد قال مسؤولو ناسا ،إن جزءا من سبب الحفاظ على هوية السيد ماكينيرني سرية هو المضايقات التي تعرض لها خلال فترة إجراء الدراسة رفقة أعضاء اللجنة المستقلة البالغ عددهم 16 عضوًا، والذين كان من بينهم أساتذة جامعات ومسؤولون في صناعة الفضاء وصحفي علمي.

وقال دانييل إيفانز، مساعد نائب المدير المساعد للأبحاث في مديرية المهام العلمية التابعة لناسا: “لقد وصل البعض منهم إلى مستوى التهديدات الفعلية”. “ونعم، هذا هو أحد أسباب عدم نشر اسم مديرنا الجديد، لأن العلم يجب أن يكون حرًا.”

اتهامات للحكومة الأمريكة بإخفاء معلومات عن الظواهر الغامضة غير المحددة

على مدى العامين الماضيين، عقد الكونجرس عدة جلسات استماع مع أفراد من الجيش حول الظواهر الغامضة غير المحددة UAP. وفي العام الماضي، عقد الديمقراطيون في مجلس النواب أول جلسة استماع علنية حول هذا الموضوع منذ أكثر من 50 عامًا.

وفي جلسة استماع بمجلس الشيوخ للقوات المسلحة في أبريل، قال رئيس مكتب البنتاغون الذي يدرس هذه الظواهر إنه “لم يعثر على أي دليل موثوق به حتى الآن على نشاط خارج كوكب الأرض، أو تكنولوجيا خارج العالم، أو أشياء تتحدى قوانين الفيزياء المعروفة.”

لكن في يوليو الماضي، شهد مسؤول سابق في البنتاغون أمام لجنة الرقابة بمجلس النواب أنه متأكد “تمامًا” من أن الحكومة تمتلك مركبات غير بشرية ، على الرغم من أن ذلك استند إلى سلسلة من المقابلات مع الشهود وأنه لم ير المواد بنفسه. وقد نفى البنتاغون بشدة هذه المزاعم.

وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في الشهر نفسه، قال جون كيربي، الأميرال البحري المتقاعد والمتحدث الحالي باسم البنتاغون، إن UAP “كان له بالفعل تأثير على نطاقات تدريبنا”.

وقال كيربي: “الآن، نحن لا نقول ما هم عليه أو ما ليسوا عليه”. “نحن نقول أن هناك شيئا ما يراه طيارونا. نحن نقول أنه كان له تأثير على بعض عملياتنا التدريبية. ولذلك نريد أن نفهم الأمر بشكل أفضل.”

أجسام غريبة .. لكن ليست بالضرورة فضائية:

قال مؤلفو التقرير أنه تم جمع أكثر من 800 “حدث” على مدى 27 عاما، ويعتقد أن 2 إلى 5% منها ربما تكون غير طبيعية.
وقالت نادية دريك، عضوة الفريق، إن هذه الأشياء يتم تعريفها على أنها “أي شيء لا يمكن للملاحظ أو المستشعر فهمه بسهولة”.

لكن غالبًا ما يتبين أن هذه الأجسام الطائرة المجهولة عبارة عن أشياء غير ضارة، مثل بالونات الطقس، ومن الممكن أن يكون بعض ما تم ملاحظته عبارة عن ظواهر جوية غير مكتشفة بعد أو اختبارات لأنظمة أسلحة متقدمة.

وقال الدكتور دان إيفانز، مساعد نائب مدير شؤون الأبحاث في ناسا: “إن أحد الأهداف الرئيسية لما نحاول القيام به هنا اليوم هو نقل التخمين والمؤامرة نحو العلم والعقلانية”.

وعليه أوصت اللجنة بأن تستخدم وكالة ناسا أدوات مراقبة الأرض الخاصة بها لجمع البيانات البيئية بالتزامن مع تقارير UAP وتجنيد أفراد من الجمهور لإرسال مجموعة واسعة من الملاحظات، ربما من خلال تطبيق الهاتف الذكي.

وقال ديفيد سبيرجيل، عالم الفيزياء الفلكية ورئيس مؤسسة سيمونز ورئيس لجنة UAP السابق: “يعود الأمر دائمًا إلى البيانات التي تغذيها في تحليلك”. “إذا لم يكن لديك بيانات جيدة، فلن تتعلم الأشياء.”

يمكن للهواتف الذكية التقاط صور واضحة وملاحظة المواقع الدقيقة والمجالات المغناطيسية وتسجيل الأصوات.

وأضاف الدكتور سبيرجيل: «هناك ثروة في البيانات التي يقدمها الهاتف المحمول». “إذا رأيت شيئًا لا تفهمه، فاجمع البيانات. نحن نجمع البيانات ونتعلم منها.”

كما أن جمع البيانات على نطاق أوسع يمكن أن يقلل أيضًا من الوصمة والسخرية التي يخشاها الكثير من الناس إذا تحدثوا عن شيء رأوه. فبحسب الدكتور سبيرجيل: “لقد حدت الوصمة من تقارير الطيارين، المدنيين والعسكريين على حد سواء”.

واقترحت اللجنة أيضًا استخدام خوارزميات حاسوبية متطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، للبحث عن أنماط دقيقة في تقارير UAP التي قد تساعد في تحديد الظواهر الأساسية.

الذكاء الاصطناعي العام: هل أصبح الخيال واقعا؟

رد ناسا على عرض “كائنات فضائية محنطة” أمام الكونجرس المكسيكي:

أثار الصحفي المكسيكي خايمي موسان الكثير من الجدل والتساؤلات بعد أن قام يوم الأربعاء 13 سبتمبر بعرض مجموعة من الجثث المحنطة في علب خشبية وزجاجية على أنظار أعضاء الكونغرس المكسيكي خلال جلسة استماع حول الكائنات الفضائية.

وأعلن هذا الصحفي المهتم بظواهر الأجسام الطائرة مجهولة الهوية (اليوفو)، أن هذه الكائنات تم العثور عليها في دولة بيرو، ويقدر عمرها بألف عام. وقدم شهادته تحت القَسم بأن 30% من الحمض النووي الخاص بهذه الكائنات مجهول، وأنها ليست متعلقة بالبشر من قريب أو بعيد، في إشارة إلى كونها كائنات فضائية.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته ناسا أمس الخميس، سأل أحد الصحفيين مسؤولي ناسا حول ما إذا كانت الوكالة على اتصال بالسلطات المكسيكية بشأن هذا الكشف المثير للجدل.

فكانت إجابة الدكتور سبيرجل: “هذا شيء أعرف أنني رأيته فقط على تويتر”.

وضرب عالم الفزياء الفلكية تشبيهًا بصخور القمر التي جمعتها ناسا أثناء هبوط أبولو على سطح القمر قبل 50 عامًا، حيث قال أنها متاحة للعلماء في جميع أنحاء العالم.

وأضاف “إذا كان لديك شيء غريب، فاجعل العينات متاحة للمجتمع العلمي العالمي ليطلع عليها وسنرى ما هو الموجود هناك”.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى